المساج اللمفاوي: دليل شامل مع تجربتي
المساج اللمفاوي هو أحد التقنيات التي بدأت في الانتشار بشكل ضخم في الفترة السابقة.
ولكن، ما هو هذا النوع من التدليك؟
ما هي الفوائد التي يمكنني الحصول عليها من البدء فيه؟ وهل له أي أضرار؟
الكثير من الأسئلة قد تجول في ذهنك الآن بسبب هذا الأمر.
لذلك، دعنا نبسط لك المفاهيم ونساعدك في التعرف على كل ما تحتاج إليه بخصوص هذا الأمر.
ولكن أولاً، دعنا نتعرف على...
ما هو اللمف؟
اللمف هو سائل شفاف يحتوي بشكل أساسي على ٩١ وحتى ٩٢٪ ماء، و ٨ إلى ٩٪ مواد صلبة كالبروتين ومضادات التجلط، ودهون وبروتينات وغيرها. يعرف اللمف بأسم آخر وهو بلازما الدم والذي ينتج بشكل أساسي من تسرب هذه المكونات من خلال فتحات صغيرة عند سير الدم في الشعيرات الدموية.
الجهاز اللمفاوي هو جهاز مستقل بذاته يضم العقد اللمفاوية والأوعية اللمفاوية والتي يسير بداخلها السائل والذي يطلق عليه اللمف.
كيف يتم التصريف اللمفاوي؟
التصريف اللمفاوي، أو التخلص من اللمف يتم من خلال طريقتين لا ثالث لهما.
- الطريقة الأولى: التصريف الذاتي، وهنا يتم الأمر بمساعدة نبض الأوعية الدموية القريبة، بالإضافة إلى انقباض العضلات المجاورة والذي يدفع اللمف إلى الإتجاه الطبيعي له داخل الأوعية.
- الطريقة الثانية: المساج اللمفاوي، وهنا يتم مساعدة اللمف خارجياً عن طريق التدليك من أجل تحفيز حركة اللمف داخل الأوعية اللمفاوية الخاصة به عن طريق عمليات ضغط لطيفة في أماكن العقد اللمفاوية والتورمات لتحفيز سير السائل بشكل طبيعي. وهنا ستجد عدة أنواع يستخدمها المحترفين.
ما هو المساج اللمفاوي؟
المساج اللمفاوي هو تقنية أو طريقة تدليك يتم من خلالها مساعدة التصريف الطبيعي للمف والذي يحتاج إلى انقباض العضلات لسير السائل بداخل الأوعية الخاصة به. طريقة تنفيذ هذا النوع من المساج يتم عن طريق الضغط على أماكن محددة، مثل أماكن العقد اللمفاوية وتحريكها باتجاهها الطبيعي حتى يتم تصريف المكونات وإعادتها مرة أخرى إلى الدورة الدموية للتخلص من السموم التي تم تجميعها في جسمك. يستخدم هذا النوع أيضاً في تصريف التجمعات التي قد تحدث عن حدوث خلل في التصريف الطبيعي لهذا السائل بسبب أي حالة مرضية قد تؤدي إلى تجمع اللمف.
فوائد المساج اللمفاوي
تعرفت بالأعلى على ما هو اللمف ومما يتكون، وما هو المساج اللمفاوي، ولكن هل يوجد بالفعل فوائد تذكر لبدء التدليك اللمفاوي؟
بعيداً عن الحالات المرضية التي يوصف فيها التدليك اللمفاوي بشكل محدد لمساعدة الجسم، دعنا نتحدث عن أهم الفوائد التي يقدمها المساج اللمفاوي تبعاً للدراسات العلمية في هذا المجال.
- تقليل التورم: التورمات نتيجة احتباس سوائل الجسم في أماكن محددة، قد يمكن التخلص منها بكل بساطة عن طريق تحفيز حركة تلك السوائل حتى يتمكن الجسم من التخلص منها. لذلك، يساعد المساج اللمفاوي في هذا الأمر وخاصة في المناطق قليلة الحركة والتي قد يتراكم فيها تلك السوائل مثل الوجه وأسفل العينين والأطراف.
- دعم وتحفيز الجهاز المناعي: العقد اللمفاوية تعمل كمصفاة للمف ويتم فيها التخلص من الكثير من البكتيريا والسموم التي قد تضر بالجسم. لذلك، بتحفيز سير سائل اللمف نحو العقد اللمفاوية يمكن بذلك تحفيز الجهاز اللمفاوي للتخلص تلك السموم بشكل مناسب.
- التخلص من سموم الجسم: كما تحدثنا في السطور القليلة السابقة، يحمل اللمف الكثير من السموم بداخله، لذلك تحفيز التصريف الطبيعي له سوف يساعد الجسم على التخلص من تلك السموم.
- تعزيز الشعور بالراحة: التورم وتراكم السموم قد يؤدي إلى الأرهاق والشعور بالتوتر نتيجة تحفيز الجهاز العصبي. ومن ثم، الاعتماد على تقنيات المساج اللمفاوي سوف يساعد على تعزيز الشعور بالراحة وتقليل التوتر من خلال بعض الضغطات اللطيفة التي تستخدم في هذا النوع من المساج.
- تقليل الشعور بالألم: بعض الأشخاص يعانوا من آلام شديدة في العضلات، واستخدام تلك الضغطات اللطيفة والتي تحفز سير اللمف وعدم تراكمه في الأوعية الخاصة به قد يساعد بشكل كبير على تقليل تلك الآلام.
- تحسين صحة الجلد: عند تطبيق التدليك اللمفاوي كتقنية من تقنيات التجميل قد يساعد على تحسين مظهر الجلد وصحته.
ما هي طريقة التدليك اللمفاوي؟
قد تعتقد أنه يمكنك القيام بالمساج اللمفاوي بنفسك في المنزل كما يعتقد البعض. ولكن، الأفضل دائماً الاعتماد على متخصص لديه الخبرة في هذا المجال.
طريقة القيام بالتدليك اللمفاوي تعتمد على السير في هذه الخطوات:
- استخدام الزيت: الزيوت الطبيعية في الغالب ما يتم استخدامها من قبل المحترفين لتسهيل عملية التدليك وجعلها ألطف. الخيار المناسب يعتمد على تفضيل العميل وخبير المساج، بالإضافة إلى ما إذا كنت تمتلك حساسية نحو أي نوع من الزيوت.
- بدء التدليك: البداية دائماً ما تكون لطيفة ويتم فيها استخدام ضغطات وحركات لطيفة على الجلد لتحفيز سير السائل اللمفاوي في الاتجاه الصحيح له.
- زيادة المعدل: سواء بالتركيز على المناطق التي بها تجمعات من اللمف، أو بزيادة معدل الضغطات لتحفيز عملية التصريف الطبيعي للسائل بشكل أفضل.
- ما بعد الجلسة: بعد الانتهاء من جلسة التدليك، يبدأ المتخصص في تقديم بعض النصائح الأساسية لتجنب المضاعفات التي قد تحدث بعد الجلسة مثل شرب كمية جيدة من السوائل أو تناول غذاء صحي. هذا يساعد في التخلص من السموم بشكل أفضل وزيادة الترطيب.
في الغالب هنا يتم التركيز أيضاً على مناطق العقد اللمفاوية والتي تعتبر من أكثر مناطق التورم في الجسم.
من يمكنه الاستفادة من المساج اللمفاوي؟
كما تحدثنا منذ قليل يستخدم هذا النوع من المساج في مساعدة الجهاز اللمفاوي على تصريف سائل اللمف بشكل طبيعي. لذلك، نجد هذا النوع من التدليك اليدوي يستخدم في كثير من حالات تورمات اللمف والتي يطلق عليها Lymphedema.
تحدث هذه الحالة في الغالب في حالات:
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- القصور الوريدي المزمن.
- بعد عمليات سرطان الثدي ومضاعفاتها من التورم.
- الألم العضلي الليفي، والذي قد يؤدي إلى الإخلال بانقباضات العضلات.
- حالات الوذمة الشحمية، والتوزيع الغير مناسب للدهون في الجسم.
- الإصابات.
- الرياضيون، عند الإصابات أو التعافي من آثار التمرين والتورمات المصاحبة.
في كثير من الحالات الأخرى يتم استخدام التدليك اللمفاوي، فعلى سبيل المثال تورمات الوجه وانتفاخ العينين يتم فيها استخدام هذا النوع من المساج لمساعدة التصريف الطبيعي لسائل اللمف في الأوعية الخاصة به.
ولكن الحالات المرضية ليست السبب الوحيد الذي يدفعك إلى القيام بتدليك لمفاوي، نظراً لتأثيره على راحة الجسم والاسترخاء يفضل الكثير من الأشخاص هذا النوع من المساج عند الرغبة في الاسترخاء أو تقليل التوتر.
للمزيد من الكوبونات يمكنك الاطلاع على - dealandcouponsmena
كم مدة جلسة المساج اللمفاوي؟
عدة عوامل قد تؤثر على مدة جلسة التصريف اللمفاوي، منها على سبيل المثال: خبرة المتخصص، مدى التورم وغيرها من العوامل. ولكن بشكل عام سوف تستغرق أي جلسة تدليك لمفاوي ما بين ٦٠ وحتى ٩٠ دقيقة. مع ذلك، بعض الخبراء ينصحون الأشخاص الذين لا يمتلكون الوقت الكافي بالحصول على ٢٠ دقيقة يومياً على الأقل لتحسين أدائهم الوظيفي وزيادة التصريف الطبيعي للمف.
تجربتي مع المساج اللمفاوي
تجربتي مع المساج اللمفاوي كانت أكثر من رائعة، نصحني أحد الأصدقاء بتجربة هذا التدليك عندما تحدثت معه عن مدى التوتر الذي أمر به في هذه الفترة. لذلك، بحثت عن مركز متخصص في هذا النوع من المساج وقمت بتجربته للمرة الأولى. وبمجرد الانتهاء من جلسة المساج شعرت باسترخاء لم أشعر به من قبل ومستوى التوتر أيضاً قل بشكل ملحوظ. لذلك، في كل مرة يتحدث معي أحد الأصدقاء عن شعوره بالقلق أو التوتر أنصحه بتجربة هذا النوع من التدليك، وفي الغالب تكون النتيجة أكثر من مرضية بالنسبة له.
لذلك، إذا كان هذا ما تعاني منه، أو تعاني من أياً من الحالات المرضية التي تحدثنا عنها من قبل والتي تؤدي إلى تورمات أو تجمع اللمف في بعض مناطق جسمك، فهذا النوع من المساج العلاجي هو ما تحتاج إلى تجربته.
أضرار المساج اللمفاوي
التدليك اللمفاوي هو طريقة مميزة يمكنك من خلالها الحصول على الكثير من الفوائد، ولكن في كثير من الحالات المرضية لا ينصح الخبراء باستخدام هذه التقنية العلاجية لما قد تسببه من أضرار أو آثار جانبية.
هذه الأعراض الجانبية قد تكون:
- زيادة معدل التبول: كما تحدثنا فأن هذا النوع من المساج يساعد على زيادة تصريف سوائل الجسم المحتبسة، ومن ثم تزداد مرات التبول. هل هذا الأمر مقلق؟ بالتأكيد لا فهو دليل على سير العملية بشكل جيد.
- بعض الآلام البسيطة: وخاصة أثناء عملية التدليك، والتي عادة ما لا تشعر بها بعد انتهاء الجلسة. وهذا الأمر منطقي جداً نظراً لتراكم كميات من السوائل في هذه المناطق لفترة.
- الدوار البسيط: قد يحدث هذا العرض الجانبي مع بعض الأشخاص بالإضافة إلى الصداع أحياناً. هذا يحدث بسبب عمليات الضغط البسيطة التي يتضمنها هذا النوع من التدليك، مع تغيير أوضاع الجسم. ولكن هل هذا العرض خطير؟ لا كل ما عليك هو شرب كمية جيدة من السوائل والراحة لفترة بسيطة.
أما عن الحالات المرضية التي لا يفضل فيها استخدام هذا النوع من المساج هي كالآتي:
- أمراض تجلط الدم.
- التهاب النسيج الخلوي.
- ارتفاع درجة الحرارة والتي قد تصل إلى الحمى.
- أمراض القلب.
- العدوى.
- أمراض الكلى، وتحديداً الفشل الكلوى.
- الجلطات.
من المهم الإشارة إلى أن خبراء المساج اللمفاوي لن يقوموا بتنفيذ هذا النوع من المساج على الأنسجة السرطانية.
ملحوظة مهمة جداً: في حال حدوث أي أعراض جانبية من الضروري اخبار المتخصص بها في الحال